موطِني قبل عامٍ تسامى
أسقَطَ الخوفَ بالهُتافِ وقاما
نازَع الناسُ كل حلمٍ تجلّى
كان في قديم الزمانِ حُطاما
ورمَوا جمرةَ العذابِ وصلّوا
قِبلةَ المجدِ، والهديرُ تنامَى
تمنحُ الحرّ يا رحِيبُ هواءاً
يفتح الصدرَ للرصاصِ غراماً
وتُناجي كل نارٍ تشظّت في
الإطارِات، كيف نُزجي الظلاما؟
المجازاتُ صِرن بعدُ حيارى،
كيف يبلُغن بالقصيدِ الفِطاما؟
والشعاراتُ ملءَ كل طريقٍ
طوّع الشوّقَ، أعجز الإنهزاما
عامُك الآن يا عرُوسَ الأماني
كسحابٍ في السما إذْ ترامى
راقِصٌ، يُترِف الحياة ويسقي
ديدنَ السِلم، يجرِف الإنتقاما
وكإعجازِ أغنيةٍ بعثروها
صارَتِ الحاءُ بِالمناحاتِ، لاما
وكتُوفٌ في إنتظارِ صبي،
يشْعِل الصفّ، أو يُنادي: "علامَا؟
قتَلوا إخوتي، في البَعيدِ
وكالوا، إنّه الكيل قد
أضاعَ السلاما"
وبكانُونَ والنوَاح إزارٌ،
ألبسوهوا الفتى، حينَ صلّى،
وناما
مُحدِثاتُ الردَى قد تجمّعنَ وهناً
أثقل القلب بالجِراح وهاما
يا صراط الذي بالحروفِ تبدّى
يُوهِب الطائرَ الكسيرَ إهتماما
وتعدّى سُلطة الموتِ مثلما
حرّر الظُلمَ من عناقٍ سِقاما
قد تفجّرت بالدماء عيوناً
ترفُد الشعب بالهوى، إن تعامى
وتنكّرت في البيوتِ خريفاً
يغسل الدمعَ من عيون اليتامى
موطني، الهادِر الكبيرُ، تعالَى
في خطًى راسخاتٍ قواما
حطّم القيد في أكفّ الصبايا،
وأشترى بالحلالِ صيداً حراما
إنهم، هُم الراكبونَ رؤوساً،
أوصلوا الزورقَ العتيقَ المُراما
إنها الثورة في كلّ ربوعٍ، جمَّلت
نفسها في إنتظارِ النَداما
وتهادَتْ كل فجرٍ صبوح، عُرسها
الباذِخَ المُسمى إعتصاما
فُضلياتُ الأناشيدِ شرقاً وغرباً،
كالشمال الذي يكرَهُ الإنقساما
" الطواغيتُ هشّموا ما تبقى،
عطّلوا الروحَ أفرغوها تماما "
والمراراتُ حين أفضَت جموعاً،
صادروا من دُجاها الشِفا والكلاما
ليت أبريلَك المُفتدى كان ورداً،
والقيادةُ بِكرٌ، والعروس حماما
لم نكُن يومها قد خسِرنا طريقاً،
بل وُهِبنا الأذى كي نرى
الإبتساما
عادَ أُكتوبَرُ في الحلمِ أبهى،
كان ديسمبرُ قد سقاهُ إحتراما
شعبُكِ الطِفلُ يا بلادي أبيٌّ،
صفحة القهر قد طواها تماماً.
ديسمبريات - النشيد الأول - الراكبونَ رؤوسهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق