الاثنين، 4 أبريل 2022

ساحةُ الانتصار

تعالَ لأفتح باب المدينة لك، أيها العاشقُ المُنتّصر
تعال لأخبِرك سراً،
ولا تعتذر، عن خيالٍ بأثوابِ شوقٍ توارى،
هنا قبل عامٍ وقبل الوجود،
وقبل إنتفاء الهوى والعهود،
تواجَد قلبُك،
وحطّ على ساحةِ الإعتصام،
هنا قبل كشفِ الغطاء، وحينَ ركد الغديرَ ابتدت أغنيات الحمام،
هنا حيثُ ’’عبد السلام‘‘،
لستُ مِمن يعيدون سرد الحديثِ مراراً ولكنني مغرمٌ بالقيادة،
مغرمٌ بالتواجد في رحمِ شعبي،
حائرٌ في الوِلادة،
علّمتني المسيراتُ للقصرِ أن الحنينَ طويل،
وأن الهُتافَ إذا ما تعالى يرشّ السعادة، 
وينزَع عن كل قلبٍ وِسادة،
’’يا عُنصري ومغرور، كل البلَد دارفور‘‘
ويسقطُ أقبيةً للظلام،
 هنا حيثُ تزهو الحقيقة في قلبِ شعبي، حيث ترقُد قُنبلة الذكريات،
حيث يَبْدَا السلام،
تعالَ لأفتح باب المدينة لك، أيها العاشقُ المُنتّصر
تعال لأخبِرك سراً، ولا تعتذر،
المدينة غارقةٌ في المجاز الذي لا يُفكّ بقيدِ الكسور،
والحواري تؤانِسُ حُرّاسها،
بالصخور،
والمتاريسُ في ساحةِ الإنتصار،
ثَمَّ صوتٌ يغلغل ذهنَ الجسور، ويكتبُ أول تغريدةٍ في سماءِ الوطَن،
’’سقطت، ما سقطت صابِّنها‘‘
ثَمَّ من يقرعُ الآن صدرَ الجرَس،
آنساتٌ خلَدن إلى النومِ لا خائفات،
أخرياتٌ وقفنَ بروحِ الترَس،
يشتهينَ بلاداً بشكل حبيب لطيفٍ ودود،
يشتهينَ خلاصاً بأغنية في جنوبِ الحدود،
يشتهينَ تفرّع سنبلةٍ في الشمال،
يشتهينَ من الفاشِر ورداً، ومن كسلا يشتهينَ الغِلالْ،
تعالَ لأخبِركَ سِرّاً، تعالْ،
ولا تعتَذِر،
فالهوى في السؤال،
أيها الغائب عن وعي هذي الجموع، أتسمع دقات قلب المكان،
أتسمع رصاصة الإحتفال؟
أتت من بعيد، من حنايا الشهيد،
لتعلِن عصيانها، تعتذِر،
أتسمع رصّاصة الإعتذار؟
أيها الظافرُ بالحب، والثورةُ أمّك،
تعالَ سأفتح باب الحديقةِ لك، هُنا من يضمّك،
الفَراشُ على خِصرها دائرٌ كالخيام،
والعصافيرُ مشدوهة ترقص الآن في حفلةٍ، يا سعاد،
أتُرى في البلاد غير عِقد الجلاد؟
تشرئب عِناق المُريدينَ، 
تنفُث عطراً،
يدغدغُ حاسة الشم في مهدِها،
لتصحو مع الغاز المسيّل للدمعِ ذاكرة الأمسيات،
تستفيقُ العِبارة في لغة الشاعرِ،
تثبِتُ فكرَتها الأولية، أن الإرادةَ بِنتُ التوكّل، 
غيثُ النجاة، 
يحتمي في المكان الكثيرونَ من أمّتي،
يشترون الرغيفَ بلا شيء،
يمنحون الحياة،
أعندَك؟ ’’خُتْ‘‘، ليسَ عِندّك ’’شيل‘‘،
أتفهم فكرة الإعتصام؟ أتعشق حيلة المستحيل؟
تعالَ سأفتح باب الحديقةِ لك، كي ترى ما تشاء، فالحديقةُ عن قُربٍ،
لا تعرِف الـ قالَ قِيل،
تعالَ سأفتَحُ باب المدينةِ لك،
لتأخذ جلستك الشاعرية،
لتنظُرَ للطفل يلعبُ في حجر أمه، يشربُ من ماءِ أخرى،
ويتركُ إحساسه للرصيف،
ستحمِل صافِرة الصبحِ أمجادها للخريف،
’’صباح الخير .. صباح الخير‘‘
ولا يفصِحُ الجيش شيء،
ستبرُقُ في الشمسِ ألفَ إبتسامَة،
وتُبدي حفَاوتها في ’’قُصي‘‘،
لتكتب كل القصيدِ تماماً، وتشعُر طعم الغناء،
وكَي،
تعيدَ الهواء لصدرِ الحمامة،
إذا زادَ عشقٌ على الحُزن طي،
نحبّ المدينة،
رُغمَ اكتظاظ السجونِ، ونحفَظها ما نشاء،
ورغمَ سيجارة سجّانها حين تحرِق كفّ الحياء،
ورغمَ الهواءِ المغلّف بالخوفِ،
رغم فظاظَتِها،
كانت تُبادِلنا الكبرياء،
وترجو السكينة،
نحبّ الحياةَ بهذي المدينة، نحبّ الحياة،
تعالَ لأفتح باب المدينة لك، أيها العاشقُ المُنتّظر
تعال لأخبِرك سراً،
لكي تنتَصِر،
سُلطة الشعبِ فوق كلّ الطقوس،
ساسَةُ الشعب أصدقاءُ المكان، أشقياءُ الزمان،
الحقيقةُ في عينِ صاحبها لا تغوص،
الطريق إلى الثورة المستحيلة، يبتَدي في النكوص،
والطريقُ إلى اللحظةِ المستطيلة، ينتَهي في الجلوس،
لاتقِف حائراً،
كلّم بواعِثك المستبدّة،
قل للخيال الذي هو منك: اقترب،
فالمدينة تعرِف كيف تقلّب صفحات عاشقها،
ثم تكتب في آخر الصفحةِ ’’المُغتَرِب‘‘،
هو حال الحبيباتِ في كل ليلٍ يُداعِبنَ فيك الحنينَ الخَصِب، 
هو حالُ الحديقة في بوحها المُضطرب،
هو أنتَ تغني وتحلُم كيف الإعادة، هو أنتَ مصابٌ بداءِ القيادة،
مُغرمٌ بالقيادة.
مُغرمٌ بالقيادة.

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

(ديسمبريات - النشيد الأول - الراكِبونَ رؤوسَهم)

موطِني قبل عامٍ تسامى
أسقَطَ الخوفَ بالهُتافِ وقاما

نازَع الناسُ كل حلمٍ تجلّى
كان في قديم الزمانِ حُطاما

ورمَوا جمرةَ العذابِ وصلّوا
قِبلةَ المجدِ، والهديرُ تنامَى

تمنحُ الحرّ يا رحِيبُ هواءاً
يفتح الصدرَ للرصاصِ غراماً

وتُناجي كل نارٍ تشظّت في 
الإطارِات، كيف نُزجي الظلاما؟

المجازاتُ صِرن بعدُ حيارى،
كيف يبلُغن بالقصيدِ الفِطاما؟

والشعاراتُ ملءَ كل طريقٍ
طوّع الشوّقَ، أعجز الإنهزاما

عامُك الآن يا عرُوسَ الأماني
كسحابٍ في السما إذْ ترامى 

راقِصٌ، يُترِف الحياة ويسقي
ديدنَ السِلم، يجرِف الإنتقاما

وكإعجازِ أغنيةٍ بعثروها
صارَتِ الحاءُ بِالمناحاتِ، لاما

وكتُوفٌ في إنتظارِ صبي، 
يشْعِل الصفّ، أو يُنادي: "علامَا؟

قتَلوا إخوتي، في البَعيدِ
وكالوا، إنّه الكيل قد
أضاعَ السلاما"

وبكانُونَ والنوَاح إزارٌ، 
ألبسوهوا الفتى، حينَ صلّى،
وناما

مُحدِثاتُ الردَى قد تجمّعنَ وهناً
أثقل القلب بالجِراح وهاما

يا صراط الذي بالحروفِ تبدّى
يُوهِب الطائرَ الكسيرَ إهتماما

وتعدّى سُلطة الموتِ مثلما
حرّر الظُلمَ من عناقٍ سِقاما

قد تفجّرت بالدماء عيوناً
ترفُد الشعب بالهوى، إن تعامى

وتنكّرت في البيوتِ خريفاً
يغسل الدمعَ من عيون اليتامى

موطني، الهادِر الكبيرُ، تعالَى
في خطًى راسخاتٍ قواما

حطّم القيد في أكفّ الصبايا،
وأشترى بالحلالِ صيداً حراما

إنهم، هُم الراكبونَ رؤوساً،
أوصلوا الزورقَ العتيقَ المُراما

إنها الثورة في كلّ ربوعٍ، جمَّلت
 نفسها في إنتظارِ النَداما

وتهادَتْ كل فجرٍ صبوح، عُرسها
الباذِخَ المُسمى إعتصاما

فُضلياتُ الأناشيدِ شرقاً وغرباً، 
كالشمال الذي يكرَهُ الإنقساما

" الطواغيتُ هشّموا ما تبقى،
عطّلوا الروحَ أفرغوها تماما "

والمراراتُ حين أفضَت جموعاً، 
صادروا من دُجاها الشِفا والكلاما

ليت أبريلَك المُفتدى كان ورداً، 
والقيادةُ بِكرٌ، والعروس حماما

لم نكُن يومها قد خسِرنا طريقاً، 
بل وُهِبنا الأذى كي نرى
 الإبتساما

عادَ أُكتوبَرُ في الحلمِ أبهى، 
 كان ديسمبرُ قد سقاهُ إحتراما

شعبُكِ الطِفلُ يا بلادي أبيٌّ،
صفحة القهر قد طواها تماماً.


ديسمبريات - النشيد الأول - الراكبونَ رؤوسهم.

(ديسمبريات - النشيد الثاني - هشام عثمان الشواني)

إلى هشام عثمان الشواني وآخرين، وعبر ألسنةٍ عاجزة، وقبل ذلك إقراراً للتأريخ:

وصبرُك الشاهقُ المكلومُ ينصرِف
بوقتِ صابَك تصويبٌ به ترَفُ

وخلف عزْمِكَ، ثوارٌ منابِعهم تضج
بالشوق للشهداءِ إِن عطَفوا

أثرتَ حزنك للتجّارِ قلت لهم،
صفاتُ أهلي أن للخوفِ ما
اقترفوا

و ذنبُ أهلي معقودٌ بحنجرةٍ، هوى
الحديث بها للموتِ
 فأنجرفوا

سبيل أهلي، تشييعٌ لمظلمةٍ على
الزمان
تنامت فيه تئتلِف

وكل قولِك مأثورٌ وأنت به خضمّ
 وعيِك
"بالإسقاط" تحترف

لكل شبرٍ تثور الأرضُ معلنةً
نزعَ الطغاةِ إذا ما للحِمى
 دلفوا

حياة ناسٍ، وأنفاسٌ مجردةٌ من
الهواءِ، تُعيد الآن ما
خطفوا

هناك خطوُكَ، بِـ أمدُرمانَ طاب بهِ
حمامُ سجعٍ تنادى،
كيف تنخطِفُ؟

ورودُ وعيكَ، والإفلاتُ من زمنٍ،
هو الآن مشروعٌ لِمن خُطِفوا

تَلَوتَ وِردكَ والساحاتُ مغرمةٌ
بصوتِ نبضِك، يسمُوها بهِ الشرَف

ونلتَ قهرك للسَكَرات، قلتَ بلى
شهيدُ حقٍ و لكن لستُ أنصرِف

هناك روحٌ تساءِلني، بـ كيف لها
تغادِر الآن؟ ثُم يُكَفّ من هتَفوا!

هناك طفلٌ، و أزهارٌ بلا وطنٍ،
هناك طيفٌ، و منفى شابَهُ الأسفُ

هناك جمعٌ من الشهداء قال لنا:
(هناك أنتم، ونحنُ، كلّنا قِطفٌ

من القُبورِ أتَينا، إن أُريدَ لنا هزيمَ
حُكمِك يا رقّاصُ ننكشفُ

عن الطريقِ طريقاً إذ نسيرُ به
يزلزِل القصرَ، في موطاكَ ترتجفُ)

و أنتَ أنتَ هشامٌ للزمانِ مضى،
و بعدُ بعدِك أسماءٌ ستنحرِف

سيُخرِجونَ من الحاراتِ موكبَهم
ليصنعوا المجدَ كيف المجدُ
يُكتَتَفُ

ويكتبون بلا حبرٍ قصائدهم، على
الرصيفِ دماءاً، ليتها الصُحفُ

قُبَيل نصرِك، من دارفورَ سوف
تجيء، كتائبُ العلمِ و
القرءان تحترِف

تِلاوَ وِردك ثم تعودُ ظافرةً
وبعد نصرِك، كل الحُزنِ ينصرِف

نقشتَ عهدَك بالتاريخِ، هِبتَ لنا
مواطِن العزّ، حيثُ الله يتصِّف

أراك تعبُر أحلاماً مباركةً، ونحن خلفك
بالأحلام نجترِف.

10 Jan 2019.

وزي ما قال أحمد جعفر: (أيها الناس .. اني ارى هشام الشواني ، محمولا على الأعناق قريبا ، يبكي فرحا لسقوط البشير!)، وهي النبوءة التي صدقت بالفِعل.

السبت، 15 ديسمبر 2018

( قبلَ الخلاءِ العظيم )

نصٌّ آخرٌ ينزف ، غير آبهين .
__________________________________________
(1)
- أراني ، أرى الوقت حافياً
في سديم الغناء تلاحقني صورةٌ للضباب
تنزوي إلفتي بانعتاق أحاديثي المزعجة ، تنزوي إلفتي للحقيقةِ
يختبي ظلي اللا أراهُـ على حائطٍ من سراب
شائكاً كنت في وقتها أنثر الكبرياءَ على جسدٍ عالقٍ بالشراب
كنت أسكَرُ باللاوجودية النافِذه
وأطير على هيأةٍ رثةٍ حاملاً آيةً للغيـاب
هكذا شكّل الزيفُ أحلامَنا ، حين أعلنَ غُفرانه وانبَرى صمتُنا للعقاب
هكذا صوّر العابرونَ محطاتهِم
في حديثٍ يؤرق أعيننا ، في مرايا تحمِّلنا مخطئاتِ الصواب
(سارة ) لم كل هذا الفتور الذي يعتريني ، لم كل هذا العذاب ؟
ينزل الموت من علياءه ، يتساءلُ الرب ويقذِفني بنظرةٍ ثاقبة ، كيف أنتَ ؟ أقول وقد انحنتْ داخلي لوعةٌ
اقول: بخيرٍ ، إظهر إليّ
يقول: ستدركني بالكتابةِ ، بالشهقةِ الأولى من الحب ، اقول: لمَ الحبّ ؟
يقول: لأني أراك على أحرفٍ مجهدة
أقول: لم الشعر ؟
يقول: النبوءة نصفُ الحياةِ ، ونصفٌ من الموتِ تحمِله بشرياتُ الصِحَابْ
وما أنتَ الا كَمعزُوفةٍ حلّقتْ في ارتِياب
اعوذ بك الآنَ من تِلكم الأحرف العابرة ، أعوذ بلونيةٍ تحتويني
لتأخذني صوبَ منفايَ تقذِف بي في دماء الذين يغنون للربّ ، يروّون أحلامهم في انتشاءٍ
أعوذُ بك الآنَ يا شاعراً أَقحمَ الموتَ في نصّه وعلق آثامه في السماء
أعوذ بك الآن فأحتمل ما تصوّره الابجديةُ
كائناً كنتَ ، قبل الخلاء العظيم .
(2)
( سارة )
- لست أدري لماذا اقصّك هذا المواتَ ، ولكنّني في حروفٍ بكائيةٍ اقتفيك -
مرةً أخرى ينظر الرب نحوي ويخبرني بالحقيقة  (أنت النبي) ، يقول ، وقد علِم الناسُ ماذا
يدور
يالها من بكائيةٍ مرهِقة
يالنـا من عرايا من الحبِّ ، لو أننا في القصائدِ
علّقْنا ، كبرياءَ الطفولةِ
ذكريات المحطات والأرصِفه
الطريقُ الطويلُ إلى الحزنِ ، والعابرونَ 
الحديقةُ والشاعرية واليعربيةُ ، هذا التمدد في الصمتِ والموت والانعتاق الغريب
لَكُنّا أختزلنا التفاصيلَ في لوحةٍ منهكة ، وقمنا إلى الرب لا ساجدين
يالنـا من عرايا من الحبّ ، يالَنـا من عرايا
سيضحكُ هذا المكانُ على ما أثيرَ
من القولِ والذكريات .
سيضحكُ / يلعن فينا التماهي الملفّقِ بالخوفِ
يسخرّ منّا لأنا افتعلنا الذهول
وبأذهان أغنية سوف نبدو مجانين ، سوف نرحلُ عن عالمٍ لا يكف عن النهش في
جسدٍ أعدمي
وبأذهان أغنيةٍ سوف يخرُج من نصّنا ، آدَمِي .
(3)
ليس لي صفةٌ أخرى ، سأُسْمِيك منفى
أينما كنتَ ، كانت عصافيرُك اللايغرّدن يُفصِحن عن شوقهِن ويحنين بالموتِ والشعر ، خوفا
لغةٌ تستبيحُ العواطفَ
وطنٌ يشتريك وينعيك في ذاته ، والمرايا
كل يومٍ تبايعك المئذنات ، و يرتاحُ في دمِك الحرفُ وقفا
أيها الشاردُ من لافتات الشوارع والاتربه
أيها النازع عن وجهك أقنعة الأغنياتِ ، ومحكمة الايديلوجيا
أيها الغارزُ في الوقتِ سيفا ، سأنبئك العاطفه
فبلّغ عن الشعرّ صورته الألمعية
وبلغ عن النصّ من زار في صمته الموتَ، ضيفا
ليس لي صفةٌ أخرى ، سأُسْميك مَنفّى
فلتَصِر أنتَ أو فلتنلها المنابِر ، خاضعاتٍ تقلدن إسماً لشاعر
ولتُقِم ثَمّ في الريشِ نتْفا
طائراً مجهداً مزقته النصوص ، يا شخوص الطقوس ، يا لصُوص النُصوص
(4)
طوُبى لهذا الجرّح ما فتِئَت سمَاهُ من التمدد
في سقفِك العُلوي أنظُرُ صورةً ولْهى
تبايعُ نفسها ، تلِدُ التَوحُد
لو يعلمُ الحمقى بأن قصيدةً تُجِدِ التعهد ، ما كنت تُدرِك ما الفُرادى ما التعدد
في رقصةٍ أبديةٍ ، والله محتضنٌ بُكاك
طفقت شموس العارفينَ تطوفُ في أسفٍ سمَاك
إذ كلما عبرتْ من التابوتِ أتربةُ الحقيقةِ
ثمّ حاقَ بك التوجّسُ خيفةً
غُلّتْ يداكْ ، وبلونك المملوكِ للفتيات حلّق في الجريدة ، كالشاعرِ المصلوب في جسدِ القصيدة حلّق غماماً أزرقاً ينوي الرشاشة
في حِفنة الكلمات يُغرق ، لا تطوُقه
الهشاشة  ، سيذاع في الأرجاء: ( مغتصِبَ الفراشة )
وتُراق في الساحات أورِدةٌ وئيدة ، حلّق كمن صلبوه في جسد القصيدة
(5)
لأجلِكِ يا سُورتي المستميتةُ
لأجلِكِ أُطلِقُ أجنحتي للرحيل إلى عالَمٍ فوضويٌ مَهِين
فيكِ أنشودةٌ ضاحكة
فيكِ أصوات خيالاتِنا المُرهَقه ، فيكِ من صبرِنا ما يقارب خمسينَ حُزناً ونيف
لفظَت تواشيحُك من يدِي وردةً
لم أشـأ أُعانِدُها ، رحتُ أُسقِطُ قِرطَاسي المُنهمِر
رحتُ أُتبعهم بالغِثاء
لست أنتَ كما أنتَ ، قلتَ ولم تعتبرني وجوداً
بلى ، لم أعدْ يافعاً تزدريهِ المجازاتُ
والأخيُلة
إذ غرُبْتُ عن اللّه ، ضعتُ لألقاكَ يا نصُ في وجديَ الشاعرِيّ
يا شفيفاً كأندلّسٍ نائية
يا لطيفاً كسنبلة حانية
وأنتَ كما أنتَ لم تختبِر ضُعفَ هذي القلوب
تعالَ وخذ من فمي ما تريد
فالمجانينُ معقولُهم في الوعيد ، سِجالك ينهضُ ، يعرُكني في هوَاي إليك ، تعال وخذني إليك ، تعال وخذني إليك
(6)
( سارة ) .
مرةً أخرى ستُبلغني القصيدةُ أنني المنفى لديها
مرةً أخرى سنخرج في الملاحمِ
نازعينَ بياضنا
كي نعيد لصوتنا لغةً تعلّمه الصمود ، مرةً أخرى ومن جسدي ستنسلخُ العهود
(7)
هِبني يميناً تُتقنُ التخليقَ في زمنِ النجاسة
اللهُ مُذ نَسِيتْكَ مهجتُنا ، تحرّفْنا
السياسة
في الراحةِ الأولى من التعريف لم
نجهلْ شخوصَك ، هِبنا نصوصاً كلما أُبتُذِلتْ نصوصك
(8)
صفوني لباعةٍ غيرَ هؤلاء ، أنا النبـي المنتظر
صفوني لنخلةٍ تُمارِس الولاء وتحضن المطر
سماءهم تلبدت بغير ما أشاء فطارتِ الصوَر
صفوني لباعــــــةٍ غيرَ هؤلاء ، سأقتُلُ الخـبر
(9)
و اسْمُكَ يعرُجُ بي في سماءِ المُنى
( بريدَك أنا ) كشاعرةٍ لم تُفِقْ من رُؤَاها تداعبُ في حيرةٍ كِبرياكْ
ستأتيكَ من آخر الجُرحِ مالم تكن يومَها عاطفي وتأتيك من لُجة الصمتِ
تشهَقُ ، تزفرُ إحساسها في دُجاكْ
ألا جاوزَ البحُر موسى وإني على خِصرِها لا أراكْ
ستصنعُ بالخيط ممشًى إليك
وتأتيك ، ترقص
حافيةً منذ آخر لحنٍ سمعناهُ ، كانت تناديكَ
يا راحتي ، ما عليك ؟
ستخبرها بالفضول الذي كان ينتاب ذهنك
وتخبرها بالمجال الذي غاب في صورةٍ ، كان قد جز مِن صدرها مَنْ حَفَاك
ستخبرها ، أنها لا تراكَ ، حقيقتُكَ الآنَ مُستهلَكه
فيا صاحبَ الحرفِ ، قل لي تمهّل
سنجتازُ في شوقِنا ما ترهّلْ ، ونجتاحُ عاصفةً في هواكْ
صديقي ، هو الحبُ ، أسطورةٌ لم تزل تَقتل العاشقَينِ على مفرَقٍ أو لقاء
تتجافى جُنوبُك عن مَضجعٍ لم تزل فيه تبكي
وتحيّ الدعاء
أيها الغارقُ في مهدِك الشاعريّ ، استقم ثَمَّ ريحٌ ستسلوك في سيرها ، استقم
ثَم صوتٌ يناديك ( ما تنهزم ، دي النصوص سارحة بيك ، والجروح تلتئم ) ، استقم ، وانتقم
ربما لم تكن ذات حلمٍ نبياً
إلهي ، هو النص ، قافلةٌ من أحاسيسَ مرت على صفحةٍ من حنينٍ ، فخذني وخذها وزد في العقاب ، وصرني إليّـا
(10)
ولا شأن لي
لغةٌ تستبيحُ المدى إذْ تُعانِد صاحبَها كل صبحٍ وتنأى ، بأشواقه
ثُم تذرف من دمعِه ما تشاء
كلّ صوتٍ سيأتي كما الموتِ من فِجةٍ لا نراها هو الموتُ مختبيءٌ في العراء .
المغنون أحلامُهم غيّرَت صوتَهم للبكاء
شاخ في الوجدِ إنسانُك العامريٌ ، يا سَنا الوعدِ لو أننا ما انطفأنا سنُدْركها في السماء
يا هوى الليل في التلاحين يخبو
يصطفي شرفةً من خلال التي عبّرت عن مجازِ المحبين
قالت ( أحبّك ) ، في صورةٍ سمجةٍ وأرتضت أن يقال انزوت في فؤادك تهمُس: (إنك الشاعرُ المُستجابُ الدعاء )
يا صديقي ، عفى الله عمّا سلف .
______________________
قبلَ الخلاءِ العظيم ، 14 يوليو 2017 م .

الخميس، 5 أكتوبر 2017

( تداعياتٌ في إستعادة ذاكرة المسرح )

إضاءة: - حبّيتِك ، وأنا بيني بينك نص ، ومجال . ضلّيتك نحو جدار الروح ، وضاريتك ضد الأهوال ، ووهبتك أصدق ما في البوح ساعات تُبتذل الأحوال . مُعانقة: - وفي طرف الغمامة ، كان المعنى باين إتهومَت من كل فجة ملاطفة نسوان ، واتدفقت في سدرة نامية مساومة محبوب ، وباقات من ورود دلّي المواعيد يا بنية ، الشوق طفل والحلة إن طلقت عيالها يفتشوك بالحال بلاقوك في شرود دلي المسانيد من رؤاك ، الحال عِطل بين إنتباهة خوف وراحتين من نواحة ، كانت نصوص العافية ملتحفة المُرود وما بيبتهج إلاكي في . الهم نزف جواهو ما فضلّو شيء . دلّي المرافيد من دماك ، وإتبنّي حتّان يختفي أو يحتفي النص بالوعود - طرقتك يا مدن ونسيت معاك أتر العنا الروّح طرقتك يا مدن فارِه ، أمام الوحلّوك جوّاي وطارت روحي بالمطرَح أنا الساكت ، لفظني القول وقت وقفت بروج الريد ، تداعب في غُنا المسرح وأنا الناطق نطقني الشوق لآنسة بباب القلبِ ، تستجدي الهوى ، تمرح طرقتك يا مدن ونسيت قبيل كيفِن أَكُت بسرَح النص: - ( لآنسةٍ تتسلل من داخل جسدي أوعية الروح ، ولذاتي المفتونة عبرها ) - طارينا الليل شاعر خافِت في جِتتو مفتاح الأشعار طارينا الليل لبيوت إن هطلت فيها دموع تتجارى ، وتسقي الأنهار طارينا الوُد وحِسان ضيّك يا أبعد مرقة ومشوار ، و إن همست للصفحة قصيدة يتلعثم في الشارع ثائر ، وفي قلبك تتشابى النار وصوفية أشواقْ المولى يوم قرّبت الحيتان نفضت من داخلك نبياً مُختار مبعوث أفراح العشاق الضلو سبيلهم فيهو وحفظو ولاءهم ، إقتسمو كؤوس الترياق ، وما أحلى وعود الأنهار يوم تلقى حبيبتك راجياك وطاريك الليل شاعر خافت ، في جتتو منهزمة الأشعار . - هَدِي الفوضى السكنتِ مداها يا روحي انا اخترتِك تشاهدي المشهد القادم ، وتضحكي فجأة للأيام ، وتروحي وترجعي تاني لي حلماً سقط جوّاي وتنوحي عيونِك لو تشيل هماً ، على جُدر الحنايا تحيل هموم الدنيا ، لا تبوحي دخلتِ مواطِن الأوزار وناديتي الصبا يرجع ، دي كمين عام ؟ عليها اتساقطت ذكرى وفيها اتفتّقتْ روحي فيا روحي اللي ما روحي أنا ضد الهوى العميان اقيفي نشخص الحاصل ، توقّعي انت " مفضوحي " دهورْ لو ما وراها دهورْ حنين لو ما وراهو حنين جروح مفتوحة في جروحي شواهد صادقة تتألم ، تثير في وهلة منزوحي أنا الآخر ، ولا آخر حلم في الروح ، أنا وطنك ومنفاكِ البلاكِ بنوح ، فلا تروحي ، لا تروحي . - صوت من بعيد تاورني " الأرِض ناكراك خصوصاً ، إنك انت البعت للكون روحك الما حايمة جوّاك الشرود في حالة الليل والطفولة اللسة ساكّاك من وثيقة حلم مبتور ، والشوارع نايمة بهنَاك خجّلت في الطين يكونَك وشهلّت في الحال تودّر الرتابة اللسة ساكناك ويستبيحك ضوء حقيقة والخواطر تبدأ ساءلاك: من رسالات السماوى كيف بتختار انتماءك ؟وانت فيك تأريخ مسجى من بزوغك حدِ موتاك يا لطيف قبّال تهضرب من أقاصي البلدة ترءاك ، الرسولة العد تقولّك : ( إتّبعنِي دونَ ريبٍ ، إنّني في القلبِ خاتّاك ) " - خاتاك في القلب وثيقة حرب ، و حب و قوافي ، خاتّاكَ خيوط حلماً صافي وناثراك في أرضاً مسقية خاتاك في الصحبة الراحة ، والناس الشهدت أفراحها ، وفي كل ظروفها المنسية خاتك قبال المشوار ، والسكة الصارت ورديـة . - و أنا ما أنا ، دة الحلم ، أطياف العصافير أنا في الهوى الرباني ، محتال زول فقير كضبيني وكضبي البينا وارحكي نطير نطير في سما تغتال حروفنا ، و نبدأ نجتاح المقادير في غبار مستوطن الفيك ، نفضيهو انت يا معشوقة الغير انت يا مسلوبة او مكتوبة في وِرداً سكَني و زادني تخدير ، إحترفت الخوف عشانك من زمانِك لي زمان الرفقة في السير كضبيني ، كضبي البينا وأرحكي نطير نطير دة الضلام الفينا اطفال غابو وأطفال شابو ، ولسة بينهم عُمْر تهدير وإن بَدر في الشوف عزوفِك نفضي الغير نفضي الغير ، قبل ركّات العصافير . - ساوَرتني الشكوك فعلّقت نصّي على ورقٍ غارقٍ في دمي ، ساوَرتني فبانتْ تفاصيلها ، شُرفة الذاكِرة . أنا نصف ميتٍ أقمت على راحتيك القيامة وطالعت في كفّكِ إثمنا ، ساورتني الشكوك وبي رِفقُ أغنية هادئة ، ءأنتِ التي طارَ في غفلةٍ من يدي إسمها ؟ ءانت الندوب التي آثرت أن تظل على راحتيّ ؟ ومن جسدي تستعير إلتئآماتها والنزوح ءأنت الصِبا حيث ملتُ فقلتُ لأمي أنا لا أخاف؟ علمتني تفاصيلُك اللاتجيء بأن أنزوي خلف ظلي و أركض ، أركض إذ ما تبين الشموسُ ، وأركض أعلم أني على آخر الوقتِ محترقٌ بالأُفول أناكِ أنا ، ضلِيلَينِ نحنُ و واأسفي إذ بلغتُ المدى وعانقتُ صمتي ونلتُ الرحيل أناكِ أنا ، خيروني الصحابُ بأن أقتفيكِ ، و أن أقتفيك ، خيروني بهاتين لا ثالثاً قلتُ ، ليتَ التي غيّرت لحنها ذات صمتٍ ، وقالت أحبكَ ، تمحو الذهول - أنا أحمقٌ ، كاذبٌ قلتها قبلَ نصٍ وألفينِ قبلَه وأثبت ما قلته بالهروب أنا عاشقٌ ، غيرتني الفتاة التي ، بنتُ *** ، ألهمتني الذنوب ، خليليَ هذا الهوى لا يليق بأن يُحتفى في نصوصٍ تجيدُ الغروب خليليَ كلُ إشتهائي بألا تغيبَ وتُبدى الحروب - تعالي نرتب الفوضى ، ولا أسفاً على الراحو ولا حُزناً على الرايحين حياتنا مصيرها تتوالف ونصنع بالظروف ذكرى ونشهد لحظة التأبين ، على جسداً ضليل الروح وتبدأ لحظة التكوين ، وفي ضفة هوانا نروح تعالي وسوقي فينا الشوق مداين وَسَمّت جسد القصائد نحن ياهم القبيل ختونا في النار ، نحن زهّاد المواقِد من صِفَت أحوالنا صدفة أوردت فينا المطارات أحلى عائد ، لي مدد هذي الحبيبة الحبيبة الكلما وقعت مصيبة ، بتسند الحيل والمشاهد - في المسرح كان الجمهور ، واقف بيصفّق مخنوق ، وبيزيد آلام العشاق الكاتب أوفى بي عهده النص ، مبهِر ، مبهر جداً حد التعذيب ، ولي كل ممثل آهاتْ ، في خلف ستاره بتنساقْ ضلينا وضلت أرواحنا في كل مشاهد الأشواق سكان الضفة الوردية ابتهلو وزادو التِصفاق الحرب مواطن معدودة وحروبنا أقاصي الآفاق - وبين وردة و ساجِع ، يافع طلع ، عابر مسامات الحبيبة بيهدِر الطيف وفي مشهدْ لطيف زارني مرة ، زارني قلت أزوره ما خلّاني عريف ككيف أودر حالي تصقعني المطايبة تَنبُذني نحو الصيف دي هجيرا قاسي ورح نتاوِر سُلطة الضيف يا مِن نضَمْتِك ضفت في النص أحلـى تعريف قوليلي كيف الزول عشانك بسكُن الريف إنتِ مملكة الصحارى ولا من صبيتِي فيني غيم شخوصِك زدتَ تصريف ، ونحن ما قاصدين وحاتك - ما قاصدين نتسامى ونسبق فيك لون ضيّك وتجحفنا مآخذ الأصحاب الاصحاب الدلقو كؤوس الرفقة وصابو خابو ، وضلو الألباب مشوار من حتة لحتة بتفضى مشاعر ، وتوُقد فيها الترويحة ، ويصعدو فيها الأغراب سنتين من صمٍ ، بكمٍ ، عُمي أشباه أسباب كان لمجالِك فيهم ضُلفة ورحلة تجاوِّز هذا الباب ، سرقونا وفي الآخر ندّو ، نهبونا الفرحة واشتدّوا لي لحظة هذا الترحاب محبوبة وفي كل رسالة ، توقيعك " نحن الأقطاب " ، ما يلا إتبعثري في ذاتي وزيدي شجونك غطي التهويم بـ الإطراب ، في مشهد عائد للمسرح ، طمبارة النوبة المصلوبة في جُدر إحساس الكُتاب ، هي ذاتها المعنى الـ بيداعب أطراف أجساد الرُكاب ما تزيدي شجونك وتطلي على نيلِك يحلى الترساب ، ومنسوبْ حيّك مكتول ضلّو. - فيما تبقى الآنَ من شهد الموسيقى ، يطفحُ الحمقى وتمتلؤ الكؤوس دماً هُم ، أنبياءُ الوقتِ يندرجون تحت عمامةِ التكفير ، إذ غاب الندى ، والشهد مفتون بأسئلةٍ رتيبة لم يحمِلو ضغثاً من الأحلام صوبَ سجالهِم نذروا غيابَكِ كلما أرتدت من الأطفال ، أُحجيةٌ غريبة زرادشتُ بعضُك لم يعد في معصمي فلتفعل الأخلاق فعلتها ، إذ كلما أُخبرتُ فوق رسالتي ، أن أعتريكَ ، وأنت قنبلةٌ عجيبة فيما يشاء الصمتُ قالت نزعةٌ حمراء تقترفُ الهوى ، قتلوك أم صلبوك ؟قلت وجدتُني في الرحلةِ الهوجاء مدفوعَ الضريبة سئموكَ ، قالت ، لمْ أُزِد في الصمتِ أعلنت النوى وقطفتُ من ثمَر الحديقةِ ما يُعير الميتَ ، أرواحاً ، وأفراحاً خصيبة هم أنبياء الوقت ، يندرجون تحت اللا مُصيبة اتكاءة: ( لصوتٍ قادم من مدرجات الحضور ) - نبئتني العيون قبل كم ألف شوف ، نبئتني الظروف ، إنه آخر الطريق ، الضيوف هم ضيوف والبعيرو إنتباه الحقيقة بعطوف ، هم بعيرو الحنين ، للنصوص والحروف نبئتني البلاد إنه ماف إنتظام في حلول الكسوف ، الشموس يوم تغيب ما بيطل القمر بس عمانا بيطوف والضلام يوم يعيب ما بيعيب السهر في إنتظار الطيوف ، بس بتقسى الظروف يا مدائن الحبيب ، عندي فيك المطيب ، كتري لي النحيب ، شان أجيك مستطيب ، او أروح كلّي خوف ، يا مدائن الجروف يا مدائن الجروف جِدال: - وفي فرحاً بزور واديكَ جاوِر يا نديم أعضاي أكان تهدمْ جوانا الترحة ، أو يصدح أنين الناي سواةْ الرِفقة شن بتسو يا أب عوداً صبح قساي طريتَك حين طِرتني الغفلة شارد في لُقاك رجاي
- وأنا أب سهداً جروحي تصفي حُزن الليل خيوط النور أكان بانت تشد جواي باقي الحيل فما بالَك إذا إنت شعاع الرحمة كنتَ مَهِيل مداك يتعالى جوّايا ،وتسرج فيّ روحك خيل
- صفوف من عسكر التوريط سمت روحهم ، و ناس اتغابو فيك الريد فخاب في الرحلة مظروفم ءانت الشارع المافيش ؟ ءانت الما هوى ظِلك على حافة صبا التهميش ؟ ءانت السيل ومجروفم ؟ إنعتاق: ( ما وراء الستار ، وقُبلةٌ ساذجة ) - أنسيهُ ، دة النص الكتبني وراح ، أنا وإنتِ مصيرنا نقابل الأفراح ، ونتحف لوحة التأريخ ، بما ، ما لم يكُنْ يوماً . - النصُ محترقٌ الآن على ذاكرةٍ خرِبةٍ ، كما التفاصيل التي ظلّت تؤرقنا لكمّين عام ، ولا غرابةَ أن إشتدادَ الأسى إذ أتبعته الحياة أشياءها الغير تعرِفُنا ، أن تلزمهُ النيران أيضاً ، و هلمّ نسمو فرحاً و طيب . __________________________ تداعياتٌ في إستعادة ذاكرة المسرح 28 sep , 2017

الأحد، 11 ديسمبر 2016

( رِسالةٌ في مهبِ الريحْ )

هدي فالْحة والبيت رقّصا .
هدي صالحة بيناتنا بتَهِش في الروح وتطراك شَاخِصَه .
أكان عدمان غُناك بتقيفلك في ريح وتتم ناقصا
خبارو الموج هميم شايل في الكِتيف أحلام قصقصا ، من نيم الرهاب .
والناس لو صِحاب ، معليش أبقُصا .
غالطني الكلام وكتين رماني عليك متكول بي عصا .
غالطني الكلام وكتين شهرني حريق في
نضماً عِصا .
اقيف في حسي ، واندهلي [ ياصاحبي ياصاحبي ] حتان نختلط بي لونها والعبرات تسد حلق الغناوي تفوت .
اشريني بي وجع المنافي الحيّة وأقطار السهاد في لمة والناس لو تموت .
غلطان إنت في ذاتك تلالي غلطان انت في ذاتك خفوت .
انا الصالبني في شبهك عيون أطفال وحس
طورية شاقة مع الغباش حلمك وراكزة
مع ضفاف الموت .
نويت من كل فَجة أحيك لباس همي اللبسني
عِناد وطالَب مني رد الصوت .
ولا كان من قبيل تشده خطاويك للمدى النازف
وتفتح في الضلام صدرك .
يفج عز الوجع صمتك ، وتضحك مرة لو ياريت
قالِدني في الجوف ، ياصديقي .
قبل تِنسَل مني خوفة ، تشرّب الروح بالمواعيد البتخلِق فينا اطلال .
قالدني في الشوف يارفيقي ، الساعة بالحال .
هزمني الشك ، يقيني إنحلّ من عُقدة طشاش الضوء ، وفي جرح الحبيبة يسوّ .
خفيف طلاتو ، وفي جسد الغنا الموّال .
دحين ياصاحبي مرة نقيف ، شفيف ما بينا بين حسّك ، اذا انتهت العوالِم فيك .
وكت تقطع رحط حِلمك توِح روحك ضلال
في ضلال .
دحين يا صاحبي ارمي ، ويلا .
ارمي على المداين الدابها بتفتش خبار الرجعة
تتصالح معاك بالفال .
دُغرية ترابها وطينها ، تشيل من كتفك اللقيا  وفي سدرة هواك نافياك ، وسآءلاك
اللي ما بيتقال .
انا ما بقول ليك يلا نتهادى في عيون الورد
او نتضارى في سِرب الفراش .
اهو كل ما انفتحت سماك في حتة أو قلبك سجد للهاوية واتلافى الوعود ذكّرني
ساعات الطشاش .
او كل ما اندثرت حقيقة وكلمة في شهقة
حبيبة لطيفة بتزيدك دعاش .
- متيـن مرّ ؟
حزين تاورنا قلنا نزيدو فينا طناش .
- بكيت مرة ؟
شكيت حظي التعيس في قلدة تطرالك سُوَات الرِفقة ، والكون في ارتعاش .
- أجيك مرة ؟
تعال قبال يعانقني السحاب في رمشة أو في قُبلة من طرف الغباش .
ازيدك بالصلاة وألقاك محل ما تئن .
يقيف موج الزمن باريك على الما كان تسوي ايديك وتفرح مرة لما تحِن .
هدا القطر القبيل ودّاك رجع شايل رفاتي معاو
وجارح بي وراكّ وطن .
ضعيف الحال وقت شالَك بدون نديلو حتى إذن غريبة الفكرة تتبالد في راس عصفورة
قاعدة ترن .
تناغم في طيوف أطفالك الما شافو غيرا مِحن .
هديك الجنة مادّالك اياديها وتهش في الجِن .
وهـ ديل نحن المراكبية الطرقنا النيل في
ساعة الهوج لقينا حِزن .
بخاف ياصاحبي اطرالك وصايا الليل واكون حاضر ، اكون حاضر .
- [ غداً ألقاك في جسدي إلى الآخر وأنا الما زرت يوم نيلك ] .
- [ يطيب حنّك ، تقع غّنوات يفِز من الوجع ليلك تقيف انت وتشيلني معاك ، اقع تاني
وتشيل حيلك .
نقوم نتلاقى في الخاطر ] .
- [ بيوت مطليّة بي لونك وكان عرق الجباه ساتر ] .
بخاف ياصاحبي اطرالك وصايا الليل واكون حاضر ، اكون حاضر .
هناك بتلاقي في فجرك سكون الروح وكم طائر
- ينبت الريش في الملامح ويتخذ منك
شوارع ، تطلع الاوصاف غريبة .
وتمتطيك في وهلة عابرة همهات زولاً بصارع
في اشتباهات المصيبة .
في سماوات ما بتفتح بابها للزول البطالع في فناجينك يزخرف لوحة النيل المهيبة .
وينتشل منك عوايدك لما ريح الغنية تشده في شواطيه وتنازع .
كان منايا اشوفه غافي في محيط عينيك بيبعت في الخطابات المريبة .
- [ سَجد الماردُ في عينيكَ وأورقَ ما يهواهْ .
واستنْفذَ من رئَتيكَ النبضَ وعلّق في شفَتيكَ اللهْ . مِن أين أتيتَ لكي ترحلَ وطريقك لم ينفذ بعد ؟ . المنفى في الجسَدِ الموتْ
والفديةُ في ذَبحِ الشاهْ .
علِّمني أن أضحكَ يوماً وطريقي يدرك مَنْهَاه .
علمني أن أشهقَ دوماً من صدرٍ أقفِل مجراه .
يا حبةَ هذا الرمل .
يا أغنية الريح المنسيّةِ .
يا طيفَ البحر المنشقّ وطلاءَ المدن الصوفيّة .
من أين أتيت لكي ترحل وطريقك لم
ينفذ بعد ؟ ]
- [ هنا حيثُ غابت عن الوعْي أحلامُنا لم نكنْ سوى فِتنةٍ عابره .
الصِراطُ المؤدي إلى الشمسِ ملتهبٌ بالنويح
والمغنون في وردةٍ تائهون .
شتّتَ الحزنُ أطرافَه في مدًى واسعٍ واختفى
والحديقةُ غارقةٌ في الحنين .
ليس للإنسّ معرفةٌ بالغه ، ليتهُ اللهُ أن خصنا بالجنون .
المسافاتُ تمتطي كبرياءَ طفولتِنا العابسه .
والشواهدُ انّا تركناك في بركة يابسه .
يا صديقي الذي عرّج الخوفَ في جسدي واستراح ، طُفتُ فيكَ تداعبني فكرة هاجِسه .
- ما المدى ؟
أن تقرِرَ مرءآتُنا صورةٌ ناقصه .
- كيف تبدو السماواتُ ؟
مأهولةٌ بالحبيبات إن يخبِرَنّك بالحب ، قل ( أعينٌ ناعسه ، صرّحت بائسه ) أنني
في مُجون ، ياصديقي الذي خِلتُهُ في سكون  ليتني الآن في سَماً سادسه ] .
رأيتك غافي .
شهيتك شافي .
دحيـن لو وافـي .
اتلقّاني في فجة رحيل معطوبة زيد جسد القصيدة قوافي .
فوت بي حظي ، فوت بي حس لِقانا الصافي قول :  [ مرحب ، سرقني الموت ] .

12 Dec, 2016 .

الخميس، 8 سبتمبر 2016

( صورةُ قاتمه )

(1)
من أي قولٍ كنتِ تجترحين هذا الصمتْ ؟
ولأي أغنية سترتحلين ؟ والضفة الأخرى تموت ولا ترى .
والشاعر المؤود في رئة القصيدة مبحرٌ بالكاد يقتلع الحنين .
ولأي قافلةٍ سينأى ؟ للذين يشتتون الخوفَ في كبد البلاد المضمحله ؟
الله صاحبهُ اذاً ، والانبياء الصالحون رواتبٌ كتبت على هذي الجدارات المريبة .
ميري .. تعالي كي نزيح الوقت عن لغةٍ تعرّت بالمواجع .
ونقول أن النيلَ ، آت .

(2)
شيءٌ هنالك ربما سيتيح للفوضى التخلّق .
في مدرَك الأيام حين تعود من نمولي ستخبرهم بأنَ النيل ، آتٍ .
والشقاوةُ في ملامح كل طفلٍ سوفَ تبدو مرهقة .
والشوارعُ كلّمتها أن تغادر في صباحٍ باكرٍ جسد المشاة .
لا لهذي القبعاتِ الطائرة ، لا لبرهنةِ التداعي .
لا لتخليص الكنائس من قساوسةِ الخلاص الزاهدين .
لا لهذا القولِ حتى ، والتناص .
في البحيراتِ التي ألفت شموخَ رصاصةِ بلهاء في جسد المواشي .
كانَ يبدو واضحاً للموتِ ، أن الموت آت .

(3)
الساعةٌ الآن مجهولةٌ في الوعود .
سنلتقي ، قالها مرتين ، سنكتفي بالمرورِ لتفجأنا صورةٌ غاتمه .
في مرايا من الشمسِ كانت تزينُ صدر المغيب.
والقوارير مملوءة بالنعاس .
و( الطوابير ) للخبز أقصرُ من تلكمُ الشاهدوها بـ( قطّيةِ ) العاهرات .
والسنابل مأسورةٌ في أكف الرعاةُ .
والطنابيرُ مفرغةٌ لحنها في انتشاء ، من أقاصي الشمال تجيءُ مرقعةً بالحنين .
سننتهي ، قالها دون ريب ، ولا شأنَ للصورة الغاتمه .
غيرّ أن الحقيقةَ كانتْ موسّمةٌ بال( غباش ) .
والذي أوغلَ السُكر في عقولِ الجنود إدعى عنوةً أنّه من سُلال الفراش .
(4)
الهشابُ يزيّن أعناقها .
و(النوير) على أغلب الوقت كانوا هنالك لا يفقهون .
ما الذي جرى ؟ ما الذي قد يكون ؟ صوتُ احذيةٍ قادمة .
كيف تُسمع اصواتها ؟ كيف يبدو الضجيجُ
على حافةِ النهرِ حين تدركه العاصفه ؟
للذي خمّر البؤسَ في عيون الشمال ، للذي عبأ الحربَ في وريدِ الجنوب .
للسوادِ الذي في جلود (الشلُك) .
سوف تأتي النبيّة ، سوف يأتي الخلاص .
قالها شاعرٌ ذاتَ يوم ، ومات .
وانتهت سيرةُ الكبرياء ، حينَ قامت من الوحلِ ألغامه .
(5)
ميري ، أخرجي من عباءتك المرهفة .
من سلالتك التي لم تقدم الى العهرِ أحشاءها في العشاء .
لم تقدم الى الحرب أطفالها والنساء .
أخرجي حيث قمنا على الوعدِ ، ألا نحيد .
والضبابُ الذي أُشعِلت خلفهُ نار هذا
النزاع ، ( أُعفريه ) على أرضك القاحله ،واتركيه يلملمُ أوزاره في سكوت .
هاهنا يطرق الليل أسفارنا كي نفوت .
واضعاً سيفه في كتوف المصلين والاتقياء .
حاملاً بُردة الأنبياء ، تاركاً في (جوبا) 
كلّ زهرٍ يبيد .
هاهنا تقبر الارض اشلاءها .
كي توَدع أحلامها في المروج للذي شوّه اللغةَ المستقله ، والذي حرّض النيل للغياب .

(6)
لوحةٌ عارية .
والسماء ملبدةٌ بالدخان ، والمجالس طافحةٌ بالروَث .
يشرب العسكر الدمعة الجارية .
من دماء (الغلابة) يكتسي كأسه الزاهية .
وبإزميل (اندايةٍ) سوف يمضي ساكباً محنته .
كيفما شاء للسُكر ان يعتلي صهوة في العروق التي تنزوي في سكون .
سوف تسمع أصواتهم عاليه .
( هيـــي يا جنى ..  ما تفوتي تسيبو .. صوت الغنــا .. كتريهو نصيبو .. يوم لهّنــا .. بي هبيــبو هبيــيو .. قام لجّنــا .. دينكا فيها جنوبو .. فيها جنوبـو .. فيها جنو .. فيها .. )
ثم ما يقتني الصمت أثوابه ، يُبتدى الموتُ من جديد .
والرصاص الرصاص ، الخلاص الخلاص .

(7)

شاهداً واقفاً ساءلاً كل مار .
كيف تبدو الحبيبات في مجمل الليل حين يغفو الوطن  ؟ .
ليت كل الحبيبات يأتين في غفلةٍ واستتار
قالها ساخرٌ عجّل القول في محنته .
فاشترى بعدها قبلةً عارمة .
كان يبدو على الطلح أنّ الهشاشة قد تعتريه اذ الخوف قاربَ للاعتياد .
والسلاطين مفجوعةٌ بالاناشيد والزمجره .
والعبارات في حائطٍ من ورق .
والصحاب الذين انتهوا فجأة للصناديق والاتربه صوتهم باذخ في السماء .
لم يقم سيدٌ كي يقيم الصلاةَ ، ويمضي إليك .
يا صديقي الذي (قالدَ) الوقتَ دون التفات .
انني لست أدري لماذا هنالك كل الوعود تظل وعودْ .
لم تلبى ولن .
يا إله المواويل والاغنيات.
يا شخوص التراتيل والشخشخات وآياتنا في الوهن ، زمليه إذن .
زملي موطني بالوصال ، واحمليه على نعشهِ اللاينـيء ، واقذفيه الى اليم كي ما يغاث .
لحظةً ينتهي مجدنا للبغاث .

(8)
الحدائق مملوءة بالشياطين والقوقعات .
والديانات مفرِطةٌ في التماهي .
سوف تأتي على آخر العهد آنسةٌ من بياض ، كي تمجّد للشمس اطفالها .
ثم ترحل .
كي تغير في الموت أهواله ، ثم ترحل .
كي تعيد البلاد إلى حجر صاحبها في السماء . ثم تُذهل .
فالبلاد انتهت منذ ( كمّينِ ) عام .
لم تجدها هنا في خضاب النساء ، في زجاج العطور .
لم تجدها هنا في غناء الطيور .
لم تجدها هنا في انزواء المغنين خلف السطور .
شاعرٌ قانتٌ في القصيدة .
قصّر الحزن في أحرفٍ عابرة ، فانتهى للموات .

(9)

حين تدرك أنك على وشك الانتحار ، خذ شهقةً عالية ، حرك فمك ، وأبصغ في وجوه الطغاة .