الاثنين، 1 فبراير 2016

( مصطفى سيد أحمد - عشرون عاماً سيدي )

لو تُرْدِنِي الأحزانُ أذكر ما لديَ قصيدةً ، (تنداح) عاصفة التحسّر في دمي .
وتمد من أحشاءها أُفقاً من الإسكار ، تتخذ الأنا في غفلة العشّاق ، ناصيةً لجُرحْ .
يا سيدي ( المقبول ) جئتك مغمضَ العينين ، مرتدياً ثياب الشوقِ ، محتشد الرؤى .
ها ثُلة الأصحاب حين تغُوصهم بنشيدك المغمورِ بالأحلامِ ، أورِدة الصباح ، و { مريم الأخرى }  يثور خيالهم .
يتهامسون ، يرددون أن ها هنا مرّت قوافلك البهيةُ ، والسلام .
وطويتَ صفحات الرحيل المر فوق عجالةٍ .
لك مُنزل الاشباعِ ان جاز المُنى .
ولنا مواطنُك القديمة كلّها ، والغائبات اللايعدن ، يَعُدنَ فوق جبينهن دلائل التأنيب .
يُسعفن الخواطر ، حيثما غرّدن مأوَاهُنّ أفئدة الحيارى ، خبزُ أطفال المدينة ، والنساء السُمْر و ( الحزن النبيل ) .
أو كلما تُقِمِ البلاد صلاتها تختار روحك للإمامَهْ؟  إذ أنت أول نافذ لقضية ِالأوطان ، في ما ( عمّنا عبدالرحيمُ ) يضمه ، وتضمه كل الشوارع والبيوت .
-عشرون عاماً - آسفٌ - مذ بارحَتْك مذاهب الإخلاص ، وافتعلت ذواتك بالذين تأسفوا - هذي البلاد تموت حين تفوت أنت - شيئاً يجاوز في عذوله كل شيء .
( مامعنى أن نحيا ولا ندري بأن العشق قد يبقى سجيناً في الخلايا )  .
ما معنى أن تمضي وتترك خلفك الأيامَ تعبثُ في دواخلِنا ، وتنفطر القلوب .
وحبيبة في مُجمل الأحلام تبذُل نفسها ، ( يا ضلّنا المرسومُ على رملِ المسافةِ وشاكي من طول الطريق ) .
ءآلآن تُنتَشل الحوادِثُ ، وحدكَ المُختار من قومِ الجناية والقتيل .
قل لي بربك كيف ما قد ظلّ فيك ؟
وأنت تهبُط في الدواخل كل يومٍ كل عامٍ ، كل أغنيةٍ وريحْ .
قل لي بربك كيف ما قد ظلّ فيك ؟
وأنت تترك أغنياتك لاحتضان صغيرةٍ في الحي تلعب وحدها .
كل الذين تجردوا من فِعلةَ الإسعافِ ، كان حديثهم أن لا علاج بهذه الاوطان ، والله الشفيع.
يا ليتنا يا سيدي نبتاع أنفسنا الدواء .
وسلِ الذين يجاورونك في النعيمِ ، ترتُكتهم في حيرةِ الابهارِ - أهل عشيرتي - هل لي معاودةُ اللقاءْ .
( غطي المساحات بالوضوح ) ، تلك الأماني الطيباتُ تجسدت في ردهم .
لك كل يومٍ آيةٌ يتلونها ،  وقصيدةٌ أخرى يَنَاولها المسافرُ ، ( سائقي الحافلات) ، متسعٌ من الألحان ، واللوحات والقصص القصيرة والحِجي .
لك كل ثانية مجيٌ آخر ، لك كل أغنيةٍ عواصفُ تنتهي في ما هُنا من رِحلة الآتين من أقصى هواك .
يا سيدي ( المقبول ) جئتك مغمض العينين ، مرتدياً ثيابِ الشوقِ ، محتشِد الرؤى .
دع عنْك قاسيةَ الطريقْ .

{ وأخدتك نفارق حدود الطبيعة ، و بعالم موازي اختلقتك حبيب .
رفضت التناقض وهذي الخديعة ، لأنك بكل العوالم حبيب }

لك الله يا سيدي ، حيثُ كنت ْ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق